[داخلي.نهار.مستشفى]
ملعب كرة قدم مغلق تم استخدامه لمستشفى اثناء الحرب وهو في حالة فوضى ومليان جثث ومصابين معظهم جنود. الاطباء الموجودين ما بكفوا لعدد المصابين. والمصابين بدخلوا للمستشفى مجموعات وكلهم نايمين وبتعالجوا على الارض الا جندي ملفوف كتفه موصول باجهزة ونايم على سرير باخر المستشفى.
بوقف وراه مصور حامل ستاند اضائة وبفرده, بصحى الجندي مرعوب من صوت الستاند وهو بفك, بتطلع باللي فك الستاند كانه مستعد لقتله بعدها بتفرج بالمستشفى ووبتذكر برتاح شوي بس بضل مرتاب شوي.
بدخل طبيب مستعجل معه صحفية.
الطبيب
هذا الجندي الوحيد اللي قادر يحكي.
الصحفية
كيف حالته؟
الطبيب
احسن حالة بالمستودع كله
بدخل طبيب ثاني ملطخ دم مش دمه
الطبيب2
دكتور,ما ضل مكان ولا فرشات نحط فيهم المصابين اللي بوصلوا
الطبيب
تأكد من حالة المصابين, اذا في حدا مات او بده يموت طلعهم بره عشان نعمل مجال-- هيني جاي معك.
(للصحفية) استعجلوا لانه ما رح اقدر افضيلكم زاوية اكثر من هيك
الصحفية
المقابلة حتكون سريعة وعفوية ما رح نوخذ اكثر من عشر دقايق
الطبيب(وهو بغادر)
حاولوا اقل من هيك.
حاولوا اقل من هيك.
الصحفية(للمصور)
بتقدر تعملنا اشي بخصوص الخلفية؟ خليها تبين مستشفى اكثر
المصور
ممكن افرد شرشف ابيض وراه
الصحفية
ممتاز, استعجل بس.
الصحفية بتطلع علبة مايك اب وبتحط للجندي وهو مش مهتم فيها,المصور بوخذ شرشف من فوق جندي مش واضح اذا هو مصاب ولا جثة وبستخدم ستاندات الاضائة عشان يعلقه وراه, ولما يفتح الستاند ويطلع صوته الجندي بجفل وبمسك برقبة الصحفية وقبل ما تنادي على المصور يساعدها بكون تركها ومسك كتفه المصاب
الصحفية
شيل هذا الحيوان من قدامي !!
بقرب المصور عليه بس الجندي بمسك ايده وبلويها وبصرخ المصور بدخل مباشرة الدكتور وبفلته من ايده, بثبت ايد الجندي دكتور ثاني وبعطوه ابرة مهدئ.
الدكتور
شو صار؟
الصحفية
حاول يقتلنا بس قربنا عليه, شوفلنا غيره. ما رح ينفع هذا!
الدكتور
انتي نقي غيره, هيهم قدامك.
انا عندي مصايب غيرك!
الصحفية
دكتور انت عارف شو ممكن يصير فيك لو ما تعاونت معي؟
الدكتور بتطلع فيها, بلف وجهه وبكون فات فوج ثاني من المصابين.
الدكتور
هسا بعطيه كمان ابرة بتهديه
الصحفية
اربطلي ايده بالتخت!
الدكتور
معك خمس دقايق تكونوا طالعين من هون!
الصحفية
عشر دقايق
الدكتور(وهو بربط ايده)
خمسة!
الدكتور بعطي الجندي الابرة وبطلع, الصحفية بتقرب ببطأ على الجندي وبتلوح بايدها قدامه بس ما بعطي اي ردة فعل, بتضرب السرير باجرها وبلف الجندي وجهه عليها.
الصحفية
مرحبا, انت سامعني ؟
الجندي بضل يتطلع فيها
الصحفية
رح اعمل معك مقابلة, كلهم سؤالين جاوب على قد السؤال !
الجندي
اعطيني سيجارة وبجاوبك على اسرار الدولة
الصحفية
احنا بمستشفى
الجندي (بتطلع حواليه)
احنا بمستشفى؟
الصحفية
طيب, معك ثانيتين تكون مدخنها
الصحفية بتطلع من شنتتها سيجارة رفيعة بتولعه وبتعطيه اياها. الجندي بتطلع بالسيجارة الرفيعة وبرميها
الصحفية(للمصور)
جاهزين؟
المصور بكون بنهي بتعليق الشرشف الابيض, بحمل الكاميرا وبناول الصحفية مايكروفون
المصور
جاهزين
الصحفية بتوخذ المايكروفون من الصحفي, بتبعد عن السرير شوي كانها بدها تدخل عليه. بتطلع في الكاميرا وبتمشي للسرير
الصحفية
وقدامي هسا واحد من ابطال جيشنا المغوار, اصيب بطلقة غادرة من الجبناء.
(للجندي) شو بتحب توجه رسالة للرئيس؟
الجندي
الرئيس؟ الرئيس مات !
الصحفية
لا غلط! احكي "بحكيله انه احنا بالمرصاد وفي المقدمة دايما"
يالله مرة ثانية -- وشو بتحب توصل رسالة للرئيس؟
الجندي
بقلك الرئيس مات, اول ما هجموا اجته طلقتين في صدره وضل ينزف لمات. هي جثته هناك!
الصحفية
طيب نجرب سؤال ثاني -- شو شعورك لما تلقيت الرصاصة؟
الجندي بتفرج في الصحفية كانه بشوف وراها
الجندي
بتعرفي انه الرصاصة اسرع من صوتها؟
الرصاصة لما تخترق جسمك انت بتحس بحفرة سخنة بكتفك, بتعرف انك انطخيت بس لسا ما سمعت صوت--
الاصوات بتختفي بالتدريج والعالم بصير يبطأ, بعدها لما تبطل تسمع اشي وتنفصل عن العالم بنعرض شريط حياتك-- مش كل حياتك ولا اللحظات المهمة من حياتك, بنعرضلك تفاصيل تافهة ما عمرك حاولت تتذكرها اصلا وقبل ما يخلص الشريط بوصلك صوت الرصاصة وبترجع للعالم الحقيقي بس هالمرة صار جهنم, وما بتسمع الا صوت طنة عالي فوق كل اشي
الصحفية(بتقاطعه)
اسمع انت بدك تجنني؟ كلها رصاصة بكتفك, غيرك قاعد بموت!
الجندي
نيالهم انهم ماتوا.-- انا عرفت كل واحد منهم شو جرب قبل ما يموت وضليت عايش.
الصحفية
انت سعيد بشهادة زملائك فداء الوطن؟
الجندي
ما حدا بموت فداء اشي, انتي ملزقيتها بالوطن!
الصحفية بتطلع بالساعة وبتنزل المايك.
الصحفية(للمصور)
هذا فش منه فايدة, خذلي فيديو المقابلة بدون صوت وبنحط التقرير بصوتي فوقه.
المصور
اخذ اشي ثاني؟
الصحفية
خذلي فيديو سريع للمصابين اللي على الارض, بس تأكد علامنا مش مبينة.
المصور
لشو بدك اياه؟
الصحفية
بدنا فيديو انتصارات وضحايا الاعداء!